عندما تنزف الكلمات على جراح السيد موسى الصدر !!

المؤسس ***عدد المساهمات*** : 377

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد المغيب موسى الصدر يقارع الزمان البطيء في سجنه المجهول ، صابراً على أيامه والدهور..
ونحن نقارع حياتنا السريعة ، فنجعل من أيامنا ساعات .. ومن سنيننا شهوراً..
جفت أقلامنا ياسماحة السيد المغيب وهي تخط قصة غيابك الطويلة التي لا حيلة لنا بتقصيرها.!!
ننسجها كل يوم بلون.. لا.. بل كل آخر يوم من شهر آب الملتهب بالشعارات القديمة ...
يأتي آب ويذهب آب ،لكنك انت ياراعي اليتامى والفقراء لا تحضر فيه ابداً.!!
نهب مرة من كل عام نعصّب جِباهنا بعصبة الوانها عديدة .. جُملها قصيرة ..لبيك يا صدر ..!!
وفي غيرها طويلة .. قصيدة بإسمك .. وبيت من الشعر ، نبرته عالية باهته .. لكنها شديدة ..!!
ساحتك
يا سيد المقاومة ساحة طويلة عريضة.. تمتلئ بلمح البصرغضباً وعنفواناً ،
تغادرها جموعها الغفيرة ايضاً بلمح البصر للبيات الطويل ، فلا تؤاخذنا يا
سيدي لقد أصبحت أيامنا كلها موسمية .
لكن الشجب والاستنكار... هم سادة المواقف.. !! لاتحجبهم أغبرة الجيوش الجرارة .. جيوش الرايات الخضراء والحمراء والسوداء
المتزاحمة في ساحة المواسم ، ساحة كأنها بيدرٌ لجمع المحاصيل الوفيرة من
كل عام .. ففي ساحاتك يا سيدي يرفعون رسمك على كل منبر .. وكأنك قد أصبحت
منبراً وصورة على جدار .. تتلاعب بك الاقدار .. كما تتلاعب الرياح بأوراق
الشجر القابلة للسقوط .. !
تتقاذفك
المنابر باجمل الكلمات.. وتتزين بعمامتك الرؤوس الحامية الكبيرة .. فانت
يا موسى درعها وبركتها.. وأنت تاج أدمغتها ..أنت سواد ليلها التي تسكن إليه
.. وأنت نور عيونها التي ترى فيها جماهير إرثك الطويل .. وتراثك الجليل ..
فهل هذا هو المطلوب بعد غيابك ثلاثة من العقود ؟
لا..لا
يا سماحة الضرغام .. لا بارك الله بعين تنام وهي تدرك مكان سجنك الحالك
بالظلام .. وبرودة شتائك القارس .. وحر صيفك الخانق .. ولعنة الله على من
ظلمك من البداية وفي النهاية .. حتى طال بك الغياب .. فأصبح المرفوض
مقبولاً .. وصمت الصامتون مجهولاً ومعلوماً ..!
لك
الله يا سيد القادة .. ويا شريك الملائكة في العبادة .. عليك السلام أينما
كنت..في جبلٍ أو في واد .. طليق اليدين أو مصفداً بالقيود والزناجيل !