عبدالله الصدري ادارة الاشراف
عدد المساهمات : 102
| موضوع: رضا الله رضانا أهل البيت السبت أبريل 16, 2011 1:08 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .................. رضا الله رضانا أهل البيت قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (رضى الله عنه ) سمعنا الإمام الحسين (عليه السلام) في الخطبة المروّية عنه أنه قال : رضا الله رضانا أهل البيت فنريد هنا إعطاء فكرة كافية عن ذلك : فإن فهم هذه الجملة يحتوي على تقسيمين : التقسيم الأول : النظر إلى معنى الرضا في هذه الجملة، فإننا تارة نفهم نفس الرضا بصفته عاطفة نفسية محبوبة, وأخرى نفهم منها, الأمر المرضي، يعني الذي يتعلق به الرضا كما هو المتعارف عرفاً التعبير عنه بذلك ولو مجازاً. التقسيم الثاني : النظر إلى ما هو المبتدأ والخبر في هذه الجملة, فإنه قد يكون [رضا الله] مبتدأ و[رضانا] خبر، كما هو مقتضى الترتيب اللفظي لهذه الجملة. كما انه قد يكون العكس صحيحاً، وهو أن يكون [رضا الله] خبراً مقدماً و [رضانا] مبتدأً مؤخّراً. وإذا لا حظنا كلا التقسيمين، كانت الاحتمالات أربعة بضرب اثنين في اثنين, ولكل من هذه المحتملات معناها المهم, ويمكن أن نعطي فيما يلي بعض الأمثلة لذلك في الفهوم التالية : الفهم الأول : أن يكون الرضا بمعنى الأمر المرضي, ويكون [رضا الله] في هذه الجملة هو المبتدأ, فيكون المعنى : إن الأمر الذي يرضاه الله عز وجل نرضاه نحن أهل البيت. وهذا هو الفهم الاعتيادي والمناسب مع السياق في هذه الخطبة, من حيث إنه يعبر عن رضاه بمقتله لأنه أمر مرضي لله عز وجل. الفهم الثاني : أن يكون الرضا بمعنى الأمر المرضي، ويكون [رضا الله] في هذه الجملة خبراً مقدماً, فيكون المعنى : إن الأمر الذي نرضاه نحن أهل البيت يرضاه الله عز وجل. أو قل : هو مرضى لله عز وجل بدوره. وهذا أمر صحيح وعلى القاعدة، مطابق لما ورد عنهم ــ بمضمون ــ [إننا أعطينا الله ما يريد فأعطانا ما نريد] فتكون تلك الجملة بمعنى الفقرة الثانية من هذه الجملة، كما هو واضح للقارئ اللبيب. الفهم الثالث : أن يكون المراد بالرضا معناه المطابقي، وليس الأمر المرضي. ويكون [رضا الله] في هذه الجملة مبتدأً, وليس خبراً مقدماً. فيكون المعنى: إن رضا الله سبحانه هو رضا أهل البيت (عليهم السلام ), وهذا صحيح أيضاً ومطابق للقاعدة, لأن الفلاسفة والمتكلمين المسلمين قالوا: إنه ورد في الكتاب الكريم والسنة الشريفة نسبت كثير من الأمور إلى الله سبحانه كالرضا والغضب والحب والبغض والكره والإرادة وغير ذلك من الصفات مع أنه قد ثبت في مورد آخر، أن الله تعالى ليس محلاً للحوادث ويستحيل فيه ذلك: وكل هذه الأمور من قبيل العواطف المتجددة التي تستحيل على ذات الله سبحانه, فكيف صحَّ نسبتها إليه سبحانه في الكتاب والسنة؟. وقد أجاب الفلاسفة والمتكلمون بعدة أجوبة عن ذلك, كان من أهمها: أنه جل جلاله يجعل هذه العواطف المتجددة في نفوس أوليائه وأنبيائه وأصفيائه, فإذا علمنا أن أهل البيت هم أولياء الله وأصفياؤه، إذن فيصدق: أن رضا الله رضاهم أهل البيت, لأن رضا الله كما قال الفلاسفة ليس قائما بذاته جل جلاله بل قائم بذواتهم المصدر /أضواء على ثورة الامام الحسين (عليه السلام ) بقلم السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (رضى الله عنه ) | |
|