ابو زهراء الصدري المؤسس
عدد المساهمات : 377
| موضوع: الصبر على الطاعة الجمعة مارس 18, 2011 1:37 pm | |
| <blockquote align="right" class="postcontent restore "> الصبر على الطاعة أنواع الصبر: عرَّف الإمام الخامنئي (دام ظله) الصبر بأنّه مقاومة الإنسان السالك طريق تكامله وعدم استسلامه للعوامل المانعة من هذا السلوك، وهذه العوامل على ثلاثة أنواع: الأوّل: العوامل المانعة المؤدّية إلى ترك الواجبات. الثاني: العوامل الدافعة نحو فعل المحرَّمات وارتكاب الذنوب. الثالث: العوامل المسبِّبة لحالة عدم الاستقرار وعدم الثبات الروحي.
ومن هنا نفهم عمق الحديث النبوي الذي نقله أمير المؤمنين عليه السلام: "الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية".
الصبر على أداء التكليف:
ونركِّز الكلام على الصبر على الطاعة وأداء التكليف، فرغم كون التكاليف الإلهيَّة شرِّعت على أساس الفطرة الأصيلة للإنسان وطبق الحاجات الواقعية له، وهي وسيلة لتكامله ورقيِّه، لكنَّ كثيراً من الناس عند تطبيقها يشعرون بالصعوبة والمشقَّة. فهؤلاء وإن كانوا يطلبون الرقيَّ والكمال إلاّ أنهم يحبون الراحة والسهولة.
ويعرض الإمام الخامنئي (دام ظله) أمثلة لذلك فيقول: "الصلاة مثلاً لا تتطلب من الإنسان سوى بضع دقائق، بالإضافة إلى ترك المشاغل الضرورية أو غير الضرورية، وتحصيل المقدمات اللازمة كاللباس والمكان، وكل هذه الأمور مخالفة للطبع والميول النفسانية وفي أثناء الصلاة فإن تحصيل حضور القلب، والتوجه إلى أفعالها وأذكارها، وطرد كل الخواطر والواردات وكل ما يشغل عن الله، وإقفال أبواب الروح على الأفكار الطارئة هي بمثابة شروط لازمة لكمال الصلاة وتحقيق آثارها، وهي لهذا عمل مليء بالمشقة يستلزم قوة ورأسمال كبير".
والمثال الثاني للصبر على أداء التكليف والذي يتعرَّض له الإمام الخامنئي (دام ظله) هو الصبر في ساحة القتال والمواجهة مع العدو، ويستشهد لذلك بقوله تعالى: ﴿.. إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا ..﴾ فالآية ترسم صفة أساسية للمسلم المجاهد هي الصبر الذي من خلاله لا تمنعه بوارق السيوف وتهديدات الأعداء من القيام بتكليفه، كما لا يمنعه ذكر الأبناء والأحبة والحياة الهانئة والمريحة من الجهاد والقتال.
فهذا الصبر في موقع الجهاد العسكري هو الذي يستنزل النصر الإلهي وإن قلّ العدد، يقول تعالى: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾. ويقول تعالى: ﴿بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾.
وهذا الصبر هو الذي يدفع كيد الأعداء عن المؤمنين المجاهدين. يقول تعالى: ﴿وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾.
لذّة الصبر:
وتحدَّث الإمام الخامنئي (دام ظلّه) عن المؤمنين الذين عرفوا طريق الله تعالى وهدفه بأنّ المرارات والآلام عندهم تتحوّل إلى شيء عذب وقابل للتحمّل فيقول: "فنفس الصلاة التي ذكرنا فيها تلك الشروط هي لذيذة وحلوة عند أهل الله الذين تذوّقوا حلاوتها واستعذبوها، لهذا نرى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عندما يحين موعد الصلاة يقول لـ بلال المؤذن: أرحنا يا بلال".
وهكذا في الجهاد في سبيل الله، فهو عند أصحاب القلوب القوية كأمير المؤمنين عليه السلام، يبعث فيهم النشاط والحيوية، ويرونه طريقاً للسعادة والثبات، وفي خطبة له عليه السلام في نهج البلاغة يوضح أمير المؤمنين عليه السلام ملامح تلك الروحية العالية والمدهشة فيقول: "ولقد كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا، ولا يزيدنا ذلك إلاّ إيماناً وتسليماً ومضياً على اللقم وصبراً على مضض الألم". </blockquote>
| |
|