ابو زهراء الصدري المؤسس
عدد المساهمات : 377
| موضوع: س18 / حوار عقائدي مع السيد مقتدى الصدر : كتاب منهج العقيدة . السبت مارس 19, 2011 5:35 am | |
|
الحمد لله رب العالمين , حمد الشاكرين الى قيام يوم الدين
نستمر في سؤال جديد من أسئلة كتاب منهج العقيدة مع سماحة السيد مقتدى الصدر ( دام عزه ) .
السؤال الثامن عشر :
ما معنى أن الله تعالى متكلم ؟ وهل يحتاج في كلامه إلى وسيلة ،كما نحتاج نحن للسان ، وما معنى أن القرآن كلام الله ، وما معنى الآية بوصف عيسىu (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ) ؟
بسمه تعالى :
وردت مادة كلام في القرآن الكريم كثيراً ، قال تعالى : (وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا) ، وكذلك قوله عز ومن قائل : (وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) ووردت بلسان آخر : (وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) ، وكذلك ما ذكر في متن السؤال ، وحسب فهمي أن الكلمة هنا بمعنى القضاء أو الأمر ، كما في : (أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) ، أي أصدر كلمته وأمره ، والكلمة يمكن أن تكون كما في ألفية أبن مالك ، حينما يقول : ( وكلمة بها كلام قد يؤم ) ، أي يقصد بها الكلام المركب من عدة مفردات أو كلمات ، وليس الكلام الصادر من الله , هو كالكلام الصادر من المخلوق ، إذ لا يحده جسم ولا مكان ولا زمان ولا أين . [center]لكن قد تكون الآيات القرآنية كلامه ، أو الأعم من ذلك ، أعني الأعم من القرآن الكريم ، كالأحاديث القدسية بل والنبوية وغيرها ، وكذلك قد ينطبق على الذكر والكتب السماوية مطلقاً ، فإن كل ما هو صادر من الله فهو كلامه ، والكلام إنما نسب إلى الله بهذه الصيغة لتقريبها للأذهان والأفهام البشرية ليس إلّا ، وإلّا فهو ليس كلام ككلام البشر أكيداً . فكلامه جل جلاله لا يصدر منه بالمباشر ، بل إما عن طريق وحي أو نبي أو إمام أو صالح ، أو حتى مرجع ، وهكذا ، بل قد يكون الباطل ناطقاً للحق ، ألم تسمع : ( نطق الحق على لسان الباطل ) وكما أن الأفعال الحقة تصدرمن أهل الباطل ، كما في قوله تعالى : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى) ، فكذلك الكلام ، فلا أفعال مادية تصدر منه ولا كلام مادي يصدر منه على الإطلاق . ومما ذكر تفسيراً لذلك : هو أن كل الموجودات هي كلمة الله على الإطلاق ، وإن كل كلمة تصدر منه جلّ وعلا ، لا تصدر إلّا عن طريق الوجودات التي هي حاضرة عنده منذ الأزل ، ثم تترشح شيئاً فشيئاً ، وتخرج إلى عالم الوجودات المادية أو غيرها ، فعلمه وكلامه تام من الأزل وإلى الأبد .
والحمد لله رب العالمين
[/center] | |
|